الطفولة وحرية التعبير♡☆★
إن احترام حرية التعبير عند الطفل هو من أسباب تفوقه، كما أن تفهم المعلم والوالدين لأسئلة الطفل وإحترامها ومناقشتها، وتقدير ابتكاره وعدم إعتباره خطأ فنياً في مجالات إستمرارها وتقويمها.. يساعد كثيرا ً في تنمية مدارك الطفل.
من المهم أن يشجع الوالدين الطفل علي عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونوا مطمئنين علي نوعيه تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدي فارق العمر عن السنتين و إلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبيه إذ أن سيطرة الكبير علي الصغير تجعل من الصغير شخصيه تبعية تعاني من بعض السلبيات ومن المهم تشجيع الطفل علي الاشتراك في الأنشطة الجماعية.
إصطحاب الطفل إلي النوادي والحدائق العامة.
الاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه .
إذا لاحظ الوالدين أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم وإقناعه.
يجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه ولابد من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل للصديق.
فالأنشطة بالنسبة للطفل إما ممتعة تستحق القيام بها أو غير ممتعة لا تستحق القيام بها، هذا تصنيف يمشيه على كل شيء، سواء على المذاكرة أو الأعمال المنزلية، لذلك لو ربطنا بين الأعمال المنزلية اليومية واللعب والتسلية وإستطعنا تقديمها في قالب المتعة، سيتعلم المسؤولية ويساعد ويشارك .
يجب أن نكسب كل ما نريده من الأبناء برداء اللعب والمتعة كقاعدة عامة، وهذا ما يريده الأطفال، يريدون اللعب في المدرسة، ويريدونه عند الطعام، ويريدونه عند النوم، مستواه الدراسي يرتفع إذا قدمت له المادة العلمية على شكل ألعاب مسلية، فَهْم هذه النقطة من أسباب تألق العديد من المدرسين.
كل ما على الآباء أن ينتهزوا إهتمام الطفل بشيء، فهو دائماً يهتم بشيء، نعطيه الحرية لإشباع فضوله ونطلق خياله ونشاركه، كل هذا يعكس مفهومه لحاجته في التخيل واللعب والمشاركة.
يقول الدكتور مأمون مبيض في كتابه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب): حاول ألا تكون سلبيا ًأمام خياله، فإذا قال لك مثلاً عن علبة اللبن الفارغة: إنها سيارة فلا تسارع إلى تحطيم خياله، فتقول: هذه ليست سيارة، بالنسبة إليه هي سيارة تمشي ولها محرك، وعلى العكس حاول أن تشجع خياله على التصور والإبداع، ويضيف قائلاً: لا تحاول أن تتسرع بإبداء إقتراحاتك وهذه مشكلتنا، إذا أردنا أن نلعب مع أولادنا لا بد أن نقترح ونوجه اعمل كذا.
وإذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم، هكذا يجب أن ننظر إلى اللعب على أنه حصة تعليمية كحصص المدرسة، بل أهم فهو في اللعب يعلم نفسه بنفسه ولا ينسى ما تعلمه، كما هو الحال في المدرسة هناك شخص آخر يعلمه.
وأيضاً ينسى ما تعلمه في نهاية السنة ويقضي حصصها بملل، بعكس اللعب، بل ربما تكون أجمل وأحلى لحظات حياته كلها هي لحظات اللعب، لذلك يجب علينا عدم مقاطعة لعبه إلا لضرورة ونتذكر جميعاً كم يكدر صفو الزوجين مقاطعة الأطفال في لحظاتهم الخاصة.
وكذلك الأطفال لا يحبون من يقاطع لحظاتهم الخاصة، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، إحدى المرات أطال السجود حتى ظن الصحابة أنه يوحى إليه أو حدث أمر فسئل عن ذلك، فقال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، فلا الصلاة ولا الناس جعل الرسول يقطع لعب الصغير أبداً، ثم لاحظوا كيف سمى اللعب حاجة - صلوات الله وسلامه عليه - حتى النوم إذا أردت أن توقفيه عن اللعب لينام فلا تقاطعيه، بل خذيه مع لعبته إلى الفراش واتركيه قليلاً لينام، أو تحدّثي معه بقصة جميلة أو استمعي لبعض أحاديثه حتى ينام.
إنّ لدى الفرد قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه - لكن كثرة المواقف التي يتم فيها النفخ على جذوة الثقة تؤدي إلى خفوتها في نفس الفرد, لذا فكثر التوبيخ و التقريع تكسر عصا الثقة في يده وهو ينظر – لذا فعليك أن تعلمه، لا أن تعنفه، فالتعليم و التوجيه للصواب يقوي عصا الثقة، وأمّا التعنيف والتخويف فإنّه يكسرها, فإن كان لابد من التقريع و الضرب فلابد من محاورته وإقناعه بأنه مُخطئ يستحق العقاب أو اللوم.
إنّ الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة, وهم أقوى شخصية من سواهم, لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ.
يميل الفرد إلى النظر للذات على أنها قادرة على القيام بأي فعل مهما صعب التغلب على تحديات الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة - يظهر ذلك جليا لدى الأطفال - لذلك نجد الفرد يميل دائما ً إلى ما يشعره بالقوة والقدرة و ينفر مما يخالف ذلك, وهو تصوّر ينمو لدى الشاب ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييم الفرد لنفسه، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسه بأهميته وجدارته، ويتم ذلك في نواح ست هي:
المواهب الموروثة مثل الذكاء، والمظهر والقدرات.
الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.
لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.
لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.
إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.
إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
احترم غضب طفلك:مثال : كان محمد غاضباً لأن صديقه علي لم يدعه إلى حفلته ، بل اختار أطفالاً آخرين ليسوا بأصدقاء حقيقيين ، ظل محمد يذكر المرات التي تصدى فيها للدفاع عن علي في المدرسة ، لم يعلِّق والده ولم يحاول أن يجعله يرى الأمر من وجهة نظر مختلفة ، ولم يحاول أن يخرجه من المزاج الغاضب الذي يسيطر عليه ، بل فضل أن يستمع إليه بإنصات متوقفاً عن ما كان يشغله ، لقد أعطاه اهتمامه الكامل .
استمتع بنكاته:مثال : كان أحد أطباء تقييم الأطفال الأديسونيين يجري أحد الاختبارات على طفل من النوع المكتشف ، وكان الاختبار يضم تركيب قطع صغيرة للوصول إلى صورة كبيرة ، ومن أساسيات الاختبار أن لا يلمس الطفل القطع حتى يؤذن له ، ولكن الطفل أمسك بقطعتين تحويان صورة أرجل وظل يحركهما على الطاولة وكأنهما يركضان وهو يطلق أصواتاً مضحكة ، لم يوقف الطبيب الاختبار ، بل اعتبر أن قانون الاختبار يحتاج إلى تعديل .
امتنع عن تصحيح المخالفات البسيطة:مثال : أعد بدر إفطار اليوم لوالدته وإخوته ، وبعد الانتهاء قام بحمل الصحون ووضعها في غسالة الصحون ، ونظف الطاولة ، كان أداؤه رائعاً وكان يشعر هو بذلك ، بعد انتهاء دورة الغسالة وعندما فتحتها والدته فوجئت بقطع من البيض قد لوثت جميع الأطباق فـ بدر لم ينظف الصحون جيداً قبل إدخالها إلى الغسالة ، ورغم أن والدته ظلت تنظف ما حدث لأكثر من ساعة ، إلا أنها كظمت غيظها ولم تنهره لما فعل .
تحدث باحترام:مثال : لا أريد أن أرفعها .. هكذا أبدت أميمة رفضها لرفع أغراضها عن أرض غرفة المعيشة واستعدت لترك المنزل مع صديقاتها ، كادت والدتها أن تقول لها : لا يهمني أن أردت أم لا ، اذهبي إلى غرفتك فلن تذهبي مع صديقاتك .
ولكن بعد دقيقة من التفكير طلبت من أميمة أن تتحدث معها في غرفتها على انفراد وقالت لها : أميمة ،لقد ناقشنا هذا الأمر من قبل ، واتفقنا على حمل أغراضك بعد الانتهاء من اللعب وقبل الذهاب مع صديقاتك ، أليس كذلك ؟
توقع الامتياز:مثال : منذ أن شاهد وليد فيلم خيال علمي ، أصبح هذا أهم اهتماماته فملأ غرفته بالصور الخاصة به ، وعندما طلب المدرس في مادة الاجتماعيات منه أن يكتب بحثاً عن زمن بخلاف الزمان الحالي ، سأله وليد : هل أكتب عن سنة 3800 ميلادية ؟
ورغم أن هذا يختلف تماماً عن ما كان يطلبه المدرس إلا أنه سمح له بذلك ، بعد أيام قدم وليد بحثاًً رائعاً يضم إحصاءات وخرائط ورسومات ، وتحدث عن ذاك العصر سياسياً ودينياً وعلمياً اعتماداً على ما رآه في الفيلم ، لقد كان البحث مذهلاً.
د. ابتسام جميل
إن احترام حرية التعبير عند الطفل هو من أسباب تفوقه، كما أن تفهم المعلم والوالدين لأسئلة الطفل وإحترامها ومناقشتها، وتقدير ابتكاره وعدم إعتباره خطأ فنياً في مجالات إستمرارها وتقويمها.. يساعد كثيرا ً في تنمية مدارك الطفل.
من المهم أن يشجع الوالدين الطفل علي عقد صداقات مع من حولهم من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونوا مطمئنين علي نوعيه تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لا يتعدي فارق العمر عن السنتين و إلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبيه إذ أن سيطرة الكبير علي الصغير تجعل من الصغير شخصيه تبعية تعاني من بعض السلبيات ومن المهم تشجيع الطفل علي الاشتراك في الأنشطة الجماعية.
إصطحاب الطفل إلي النوادي والحدائق العامة.
الاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه .
إذا لاحظ الوالدين أي جوانب سلبية لهذه الصداقة فيجب مصارحة الطفل والتفاهم وإقناعه.
يجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه ولابد من الاطمئنان على حسن اختيار الطفل للصديق.
فالأنشطة بالنسبة للطفل إما ممتعة تستحق القيام بها أو غير ممتعة لا تستحق القيام بها، هذا تصنيف يمشيه على كل شيء، سواء على المذاكرة أو الأعمال المنزلية، لذلك لو ربطنا بين الأعمال المنزلية اليومية واللعب والتسلية وإستطعنا تقديمها في قالب المتعة، سيتعلم المسؤولية ويساعد ويشارك .
يجب أن نكسب كل ما نريده من الأبناء برداء اللعب والمتعة كقاعدة عامة، وهذا ما يريده الأطفال، يريدون اللعب في المدرسة، ويريدونه عند الطعام، ويريدونه عند النوم، مستواه الدراسي يرتفع إذا قدمت له المادة العلمية على شكل ألعاب مسلية، فَهْم هذه النقطة من أسباب تألق العديد من المدرسين.
كل ما على الآباء أن ينتهزوا إهتمام الطفل بشيء، فهو دائماً يهتم بشيء، نعطيه الحرية لإشباع فضوله ونطلق خياله ونشاركه، كل هذا يعكس مفهومه لحاجته في التخيل واللعب والمشاركة.
يقول الدكتور مأمون مبيض في كتابه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب): حاول ألا تكون سلبيا ًأمام خياله، فإذا قال لك مثلاً عن علبة اللبن الفارغة: إنها سيارة فلا تسارع إلى تحطيم خياله، فتقول: هذه ليست سيارة، بالنسبة إليه هي سيارة تمشي ولها محرك، وعلى العكس حاول أن تشجع خياله على التصور والإبداع، ويضيف قائلاً: لا تحاول أن تتسرع بإبداء إقتراحاتك وهذه مشكلتنا، إذا أردنا أن نلعب مع أولادنا لا بد أن نقترح ونوجه اعمل كذا.
وإذا كان الكبار يتعلمون بعض الأشياء بالقراءة فقط، فالأطفال يتعلمون كل شيء بالعمل والممارسة، لذلك إذا كنا دائماً نعاتبه على أخطائه فكأننا نعاتبه على التعلم، هكذا يجب أن ننظر إلى اللعب على أنه حصة تعليمية كحصص المدرسة، بل أهم فهو في اللعب يعلم نفسه بنفسه ولا ينسى ما تعلمه، كما هو الحال في المدرسة هناك شخص آخر يعلمه.
وأيضاً ينسى ما تعلمه في نهاية السنة ويقضي حصصها بملل، بعكس اللعب، بل ربما تكون أجمل وأحلى لحظات حياته كلها هي لحظات اللعب، لذلك يجب علينا عدم مقاطعة لعبه إلا لضرورة ونتذكر جميعاً كم يكدر صفو الزوجين مقاطعة الأطفال في لحظاتهم الخاصة.
وكذلك الأطفال لا يحبون من يقاطع لحظاتهم الخاصة، ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، إحدى المرات أطال السجود حتى ظن الصحابة أنه يوحى إليه أو حدث أمر فسئل عن ذلك، فقال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، فلا الصلاة ولا الناس جعل الرسول يقطع لعب الصغير أبداً، ثم لاحظوا كيف سمى اللعب حاجة - صلوات الله وسلامه عليه - حتى النوم إذا أردت أن توقفيه عن اللعب لينام فلا تقاطعيه، بل خذيه مع لعبته إلى الفراش واتركيه قليلاً لينام، أو تحدّثي معه بقصة جميلة أو استمعي لبعض أحاديثه حتى ينام.
إنّ لدى الفرد قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه - لكن كثرة المواقف التي يتم فيها النفخ على جذوة الثقة تؤدي إلى خفوتها في نفس الفرد, لذا فكثر التوبيخ و التقريع تكسر عصا الثقة في يده وهو ينظر – لذا فعليك أن تعلمه، لا أن تعنفه، فالتعليم و التوجيه للصواب يقوي عصا الثقة، وأمّا التعنيف والتخويف فإنّه يكسرها, فإن كان لابد من التقريع و الضرب فلابد من محاورته وإقناعه بأنه مُخطئ يستحق العقاب أو اللوم.
إنّ الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة, وهم أقوى شخصية من سواهم, لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ.
يميل الفرد إلى النظر للذات على أنها قادرة على القيام بأي فعل مهما صعب التغلب على تحديات الحياة وأنها تستحق النجاح والسعادة - يظهر ذلك جليا لدى الأطفال - لذلك نجد الفرد يميل دائما ً إلى ما يشعره بالقوة والقدرة و ينفر مما يخالف ذلك, وهو تصوّر ينمو لدى الشاب ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييم الفرد لنفسه، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسه بأهميته وجدارته، ويتم ذلك في نواح ست هي:
المواهب الموروثة مثل الذكاء، والمظهر والقدرات.
الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.
لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.
لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.
إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.
إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
احترم غضب طفلك:مثال : كان محمد غاضباً لأن صديقه علي لم يدعه إلى حفلته ، بل اختار أطفالاً آخرين ليسوا بأصدقاء حقيقيين ، ظل محمد يذكر المرات التي تصدى فيها للدفاع عن علي في المدرسة ، لم يعلِّق والده ولم يحاول أن يجعله يرى الأمر من وجهة نظر مختلفة ، ولم يحاول أن يخرجه من المزاج الغاضب الذي يسيطر عليه ، بل فضل أن يستمع إليه بإنصات متوقفاً عن ما كان يشغله ، لقد أعطاه اهتمامه الكامل .
استمتع بنكاته:مثال : كان أحد أطباء تقييم الأطفال الأديسونيين يجري أحد الاختبارات على طفل من النوع المكتشف ، وكان الاختبار يضم تركيب قطع صغيرة للوصول إلى صورة كبيرة ، ومن أساسيات الاختبار أن لا يلمس الطفل القطع حتى يؤذن له ، ولكن الطفل أمسك بقطعتين تحويان صورة أرجل وظل يحركهما على الطاولة وكأنهما يركضان وهو يطلق أصواتاً مضحكة ، لم يوقف الطبيب الاختبار ، بل اعتبر أن قانون الاختبار يحتاج إلى تعديل .
امتنع عن تصحيح المخالفات البسيطة:مثال : أعد بدر إفطار اليوم لوالدته وإخوته ، وبعد الانتهاء قام بحمل الصحون ووضعها في غسالة الصحون ، ونظف الطاولة ، كان أداؤه رائعاً وكان يشعر هو بذلك ، بعد انتهاء دورة الغسالة وعندما فتحتها والدته فوجئت بقطع من البيض قد لوثت جميع الأطباق فـ بدر لم ينظف الصحون جيداً قبل إدخالها إلى الغسالة ، ورغم أن والدته ظلت تنظف ما حدث لأكثر من ساعة ، إلا أنها كظمت غيظها ولم تنهره لما فعل .
تحدث باحترام:مثال : لا أريد أن أرفعها .. هكذا أبدت أميمة رفضها لرفع أغراضها عن أرض غرفة المعيشة واستعدت لترك المنزل مع صديقاتها ، كادت والدتها أن تقول لها : لا يهمني أن أردت أم لا ، اذهبي إلى غرفتك فلن تذهبي مع صديقاتك .
ولكن بعد دقيقة من التفكير طلبت من أميمة أن تتحدث معها في غرفتها على انفراد وقالت لها : أميمة ،لقد ناقشنا هذا الأمر من قبل ، واتفقنا على حمل أغراضك بعد الانتهاء من اللعب وقبل الذهاب مع صديقاتك ، أليس كذلك ؟
توقع الامتياز:مثال : منذ أن شاهد وليد فيلم خيال علمي ، أصبح هذا أهم اهتماماته فملأ غرفته بالصور الخاصة به ، وعندما طلب المدرس في مادة الاجتماعيات منه أن يكتب بحثاً عن زمن بخلاف الزمان الحالي ، سأله وليد : هل أكتب عن سنة 3800 ميلادية ؟
ورغم أن هذا يختلف تماماً عن ما كان يطلبه المدرس إلا أنه سمح له بذلك ، بعد أيام قدم وليد بحثاًً رائعاً يضم إحصاءات وخرائط ورسومات ، وتحدث عن ذاك العصر سياسياً ودينياً وعلمياً اعتماداً على ما رآه في الفيلم ، لقد كان البحث مذهلاً.
د. ابتسام جميل