@بعض الناس يسافرون إلى ماشاءوا من دول سياحية فيتفرجون ويستمتعون بالأكل والشرب وبما اشتهوا من شهوات النفس المحسوسة؛ولكنهم لايستطيعون السفر إلى نقطة التصالح مع أنفسهم؛فتعميهم اللذة الحاضرة عن واجبهم تجاه الله والحياة والضمير الإنساني(تلك هي الأناقة القاتلة)@بعض الناس نظارته ماركة وساعته ماركة وملابسه ماركة لكن شخصيته نسخة طبق الأصل عن فلان(تلك هي الشخصية العمياء الفارغة)@بعض الناس يؤمن بأن الناس أجناس ومعادن؛ولكنه يعامل الناس على أساس أنهم من معدن مزيف وأنه من معدن أصلي(تلك هي العنصرية بعينها)@بعض الناس يتكلمون كالشلالات؛ويجادلون كالعواصف؛ويناقشون كالزوابع؛لكن إذا ما دخلت بيت أعماقه؛وجدت مستنقعات من التخلف والجمود(تلك هي الوجوه المزيفة)@بعض الناس أطباق فضائية تلفزيونية؛يلتقط مختلف القنوات؛ويبث ماهب ودب من الأخبار والصور والحركات؛لكنه لايستطيع أن يوجه نفسه فيميز بين الحقيقة والإشاعة وبين الصواب والخطأ(تلك هي السكتة العقلية)@بعض الناس موسوعة معارف تمشي على قدمين وتجيبك على ما يخطر على بالك من أسئلة؛لكن قلبه لا ينفتح لكتاب الله(تلك هي الثقافة الأمية)@بعض الناس عبارة عن كتلة من عضلات مفتولة تصارع الخصوم؛وترفع الأحمال والأثقال؛لكنه لا يستطيع مصارعة شهواته؛ولارفع نفسه إلى مستوى المسؤولية الربانية(تلك هي ريشة في مهب الريح)@بعض الناس يفتتحون يومهم ويختتمونه بتلاوة القرآن الكريم؛ولكنهم بين هذا الإفتتاح وذاك الإختتام هم بأقوالهم وتصرفاتهم حرب على تعاليم القرآن(تلك هي المعيشة الضنكى)@بعض الناس إذا ما دعاه صديقه إلى بيته أو إلى رحلة فسرعان ما يلبي الدعوة؛ولكنه يوميا خمس مرات يسمع ملك الملوك يدعوه إلى روضة من رياض الجنة في بيته بنداء (حي على الفلاح) فيرفض الدعوة مفضلا مجالسة العبد الفقير على مجالسة الملك الغني(تلك هي الصفقة الخاسرة)@بعض الناس يقوم من نومه سريعا ليحضر مبكرا إلى مقر عمله كي يوقع توقيع الحضور في الوقت المناسب مخافة أن يكتب عنه المدير تقريرا لا يرضيه ولا يرقيه؛ولكنه لا يهمه أن تكتب الملائكة عنه في كتاب سيئاته عبارة (مقصر في حق ربه) إن غاب عن صلاة الفجر (تلك هي الترقية المنحطة)@بعض الناس يكاد الهاتف النقال لا يفارق يديه ليتصفح فيه رسائل الواتس أب؛ولكنه قد يمر عليه الأسبوع والأسبوعان دون أن تصافح يده يد أمه فيشعر برسائل الأمومة تسري في قلبه(تلك هي الإتصالات القاطعة)@بعض الناس عندما يذهب لمقابلة إحدى الشخصيات المعروفة يتفنن في التزين كأنه عريس ذاهب لعروسه؛ولكنه عندما يذهب لمقابلة الله في المسجد يلبس دشداشة نوم أو يرتدي القميص والبنطلون القصير(تلك هي الزينة القبيحة)@بعض الناس يفوز في الإنتخابات أو يترقى إلى منصب كبير فينسى نفسه ليسد أبوابه في وجوه أصدقائه وأهل قريته؛ولكنه يتناسى أن محمدا عليه الصلاة والسلام بلغ سدرة منتهى الكون بعد أن إحتفلت به السماوات السبع بجميع ملائكتها ليعود بعدها ليجلس على الحصير مع الفقراء والمساكين(تلك هي القلوب المنافقة)@بعض الناس ليس له في الحياة من إنجاز سوى أن يفتخر بشجرة نسبه وحسبه ويحاول إجبار الآخرين على أن يجرعهم ثمرتها العنصرية؛ولكنه في مجال الإبداع والإنجاز لنفع مجتمعه دافن نفسه في تابوت العجز والتخاذل(تلك هي الحمية الجاهلية)@بعض الناس متخرج في أرقى الجامعات ومتعلم في أشهر الأكاديميات؛ولكنه لايستطيع أن يقرأ عبارة (الدين المعاملة) في وجوه الناس وسطور الواقع(ذلك هو التعليم الأعمى)@بعض الناس يلبس في يده أغلى الساعات سعرا وأعلاها جودة؛ولكنه يبيع وقته بأرخص ثمن ليشتري به اللهو والعبث واللعب الباطل الذي لا ينفع في دنيا ولا في آخرة(تلك هي النفوس الرخيصة)@بعض الناس يحمل أكبر الشهادات في القانون والحقوق؛ومستعد دائما بأن يضحي بوقته وجهده كي يدافع عن فلان من أجل الشهرة والمال فحسب؛لكنه لا يملك من ضميره شهادة حسن سيرة وسلوك في الدفاع عن فقير يظلم أمام عينيه أو عن انتهاك حرمة من حرمات الله(تلك هي الشهادات الزور)@بعض الناس يغسل جسده في اليوم بضع مرات؛لكنه لا يتحمل أن يرى أحدا أفضل منه في نعمة ما؛لأنه عاجز عن غسل قلبه من أوساخ الحسد والحقد التي زينتها له أنانيته(تلك هي النظافة الوسخة)@بعض الناس يسرح ويمرح في الدور والقصور ويتمتع بين أكداس المال واللؤلؤ المنثور؛ولكن قلبه لم يتذوق يوما واحدا شيئا إسمه السعادة أو الطمأنينة؛لأن ذلك القلب صار ببعده عن الله محبوسا في قفص الكآبة والحزن والضيق(تلك هي المساعي اللامشكورة)@بعض الناس إذا سمع عن مباراة كرة قدم فإنه يحضر قبل إنطلاقها بساعة تقريبا؛ولكنه إذا دعي إلى محاضرة ثقافية يلقيها الدكتور العالم فإنه يقول: لست ناقصا إلى صداع الرأس(تلك هي الموازين المختلة)طويله لكن قيّمه
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل