الفراغ سُم قاتل للإنسان ،
و أفعى تلتف حول رقبته و تطوقه و تقضى عليه ،
و قد صدق الرسول الكريم حينما قال فيما رواه ابن عباس
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ
رواه البخارى
إن الشــــبــــاب و الـــفـــراغ * مفسدة للــمـــرء آي مفســـدة !
وإن العاقل هو من يجعل أعماله أكثر من أوقاته ؛
فإن الإنسان لا يحس للقلق أثراً عليه طالماً أنه يعكف على عمل ما
و لكن ساعات الفراغ التي تعقب العمل هو أخطر الساعات عليه .
والإنسان سوف يسئل فيما يسئل يوم القيامة
عن العمر فيما أفناه ، "
و من الركائز المهمة في عملية" استغلال الوقت "
وحفظه أن يحرص المرء على تربية نفسه مبدأ الغيرة على الوقت
من الضياع بحيث يصبح هذا الشعور و الإحساس يسرى
في جسمه كما يسرى الدم في العروق
قال الإمام علي رضى الله عنه
للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يرم فيها معاشه ،
و ساعة يخلى بين نفسه و بين لذتها فيما يحل و يجمل ،
و ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث : مرمة لمعاش ،
أو خطوة في معاد ، أو لذة في غير محرم
ويقول ابن الجوزى ينصح ولده : "
فانتبه يا بنى لنفسك ، اندم على ما مضى من تفريطك ..
واجتهد في لحاق الكاملين مادام في الوقت سعة ،
واستق غصنك ما دامت فيه رطوبة ،
واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى عظة ،
ذهب لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل
وليعلم المسلم أنه سوف يحاسب عن عمره فيم أفناه .
فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : لا يزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس :
عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وما عمل فيما علم ؟