دعاء أبي حمزة الثمالي
إلهي لا تؤدبنـي بعقوبتـك و لا تمكـر بـي فـي حيلتـك مـن أيـن لـي
الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ومـن أين لـي النجـاة ولا تستـطاع إلا
بك لا الـذي أحسـن استغنـى عن عونـك ورحمتك ولا الذي أسـاء واجترأ
عليك ولـم يرضـك خـرج عن قدرتـك يا رب يا رب يا رب بـك عرفتـك
وأنت دللتني عليك ودعوتني إليـك ولولا أنـت لـم أدر ما أنت الحمد لله الذي
أدعوه فيجيبنـي وإن كنت بطيئـا حين يدعوني والحمد لله الذي أسأله فيعطيني
وإن كنت بخيـلا حين يستقرضنـي والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي
وأخلو به حيث شئت لسـري بغير شفيـع فيقضي لي حاجتي الحمد لله الذي
لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجـب لي دعائـي والحمـد لله الذي لا
أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلـف رجائـي والحمد لله الذي وكلني إليـه
فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني والحمـد لله الذي تحبب إلي وهو غني
عني والحمد لله الذي يحلم عني كأني لا ذنـب لـي فربي أحمد شيء عندي و
أحق بحمدي اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعـة ومناهل الرجاء لديك
مترعة والإستعانة بفضلك لمن أملك مباحة وأبواب الدعـاء إليك للصارخين
مفتوحة وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة وللملهوفين بمرصد إغاثـة وأن في
اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحـة عمـا
في أيدي المستأثرين وأن الراحل إليك قريب المسافـة وأنك لا تحجـب عـن
خلقك إلا أن تحجبهـم الأعمـال دونـك وقد قصـدت إليك بطلبتي وتوجهت
إليك بحاجتي وجعلـت بك إستغاثتـي وبدعائك توسلـي مـن غير استحقاق
لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عنـي بل لثقتـي بكرمـك وسكوني إلى
صـدق وعدك ولجأي إلـى الإيمان بتوحيدك ويقيني بمعرفتك مني أن لا رب
لي غيـرك ولا إله إلا أنت وحـدك لا شريـك لك اللهم أنـت القائل وقولك
حـق و وعدك صدق واسألوا الله من فضلـه إن الله كان بكـم رحيما وليـس
من صفاتـك يا سيـدي أن تأمـر بالسؤال وتمنع العطية وأنت المنان بالعطيات
على أهل مملكتك والعـائـد عليهـم بتحنـن رأفتك إلهـي ربيتنـي في نعمك
وإحسانك صغيرا ونوهت باسمـي كبيرا فيا من ربـاني في الدنيـا بإحسـانه
وتفضله ونعمه وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه معرفتي يامولاي دليلي
عليـك وحبـي لك شفيعـي إليـك وأنا واثـق من دليلي بدلالتك وساكن من
شفيعي إلى شفاعتك أدعوك ياسيدي بلسـان قد أخرسـه ذنبـه رب أناجيـك
بقلب قد أوبقه جرمه أدعوك يارب راهبـا راغبـا راجيـا خائفـا إذا رأيت
مولاي ذنوبـي فزعـت وإذا رأيـت كرمك طمعـت فإن عفوت فخير راحم
وإن عذبت فغير ظالم حجتـي يا الله في جرأتـي على مسألتك مع إتياني ما
تكره جودك وكرمك وعدتـي في شدتي مع قلة حيائـي رأفتـك ورحمتك و
قد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتـي فحقق رجائـي واسمع دعائـي
يا خير من دعاه داع وأفضل من رجـاه راج عظم يا سيـدي أملي وسـاء
عملـي فأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تؤاخذني بأسوء عملي فإن كرمك
يجل عن مجازات المذنبيـن وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين وأنا يا سيدي
عائـذ بفضلك هـارب منك إليـك متنجـز ما وعدت من الصفح عمن أحسن
بك ظنا وما أنا يا رب وما خطـري هبني بفضلك وتصدق علي بعفـوك أي
رب جللني بسترك واعف عن توبيخـي بكرم وجهك فلو اطلع اليـوم علـى
ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته لا لأنك أهون الناظرين
إلي وأخف المطلعين علي بل لأنك يا رب خيـر الساترين وأحكم الحاكميـن
وأكرم الأكرمين ستـار العيـوب غفار الذنـوب علام الغيوب تستـر الذنب
بكرمك وتؤخر العقوبـة بحلمـك فلك الحمد على حلمـك بعد علمك وعلـى
عفـوك بعد قدرتك ويحملني ويجرؤني على معصيتك حلمك عني ويدعونـي
إلى قلة الحياء سترك علي ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة
رحمتك وعظيم عفوك يا حليم يا كريم يا حي يا قيوم يـا غافر الذنب يا قابل
التوب يا عظيم المن يا قديم الإحسان أين سترك الجميل أين عفوك الجليل أين
فرجك القريب أين غياثك السريع أين رحمتك الواسعـة أين عطاياك الفاضلة
أين مواهبك الهنيئة أين صنائعك السنية أين فضلك العظيـم أين منك الجسيـم
أين إحسانـك القديـم أين كرمك يا كريـم به وبمحمد وآل محمد فاستنقذنـي
وبرحمتك خلصني يا محسن يا مجمل يت منعم يا مفضل لست أتكل في النجاة
من عقابـك على أعمالنا بـل بفضلك علينا لأنك أهل التقـوى وأهل المغفرة
تبدئ بالإحسـان نعما و تعـفوا عن الذنـب كرما فما ندري ما نشكر أجميل
ما تنشر أم قبيح ما تستر أم عظيم ما أبليـت وأوليت أم كثير ما منه نجيـت
وعافيـت يا حبيـب من تحبب إليك و يا قرة عين من لاذ بك وانقطع إليـك
أنـت المحسن و نحن المسيئون فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما
عندك و أي جهل يـا رب لا يسعـه جودك أو أي زمـان أطـول من أناتك
وما قـدر أعمالنا في جنب نعمك وكيف نستكثر أعمالا نقابـل بها كرمك بل
كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك يا واسع المغفـرة يا باسـط
اليدين بالرحمة فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك ولا كففـت
عن تملقك لما انهى إلي من المعرفة بجودك و كرمك وأنت الفاعل لما تشاء
تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشـاء وترحم من تشـاء بما تشاء كيف تشاء
لا تسأل عن فعلك ولا تنازع في ملكك ولا تشارك في أمرك ولا تضـاد في
حكمك ولا يعتـرض عليك أحد في تدبيرك لك الخلق والأمر تبارك الله رب
العالميـن يـا رب هذا مقـام من لاذ بك و استجـار بكرمك وألف إحسانـك
ونعمـك وأنت الجـواد الذي لا يضيـق عفوك و ينقـص فضلك ولا تقـل
رحمتك وقد توثقنا منك بالصفخ القديم والفضـل العظيم و الرحمة الواسعـة
أفتراك يا رب تخلـف ظنوننا أو تخيـب آمالنا كلا يا كريم فليس هذا ظننا بك
ولا هـذا فيك طمعنا يا رب إن لنا فيك أملا طويـلا كثيـرا إن لنا فيك رجاء
عظيمـا عصيناك ونحـن نرجـوا أن تستـر علينا ودعوناك و نحن نرجوا أن
تستجيـب لنا فحقـق رجائنا مولانا فقـد علمنا ما نستوجب بأعمالنا و لكـن
علمك فينا و علمنا بأنك لا تصرفنـا عنك حثنا علـى الرغبـة إليك و إن كنا
غيـر مستوجبين لرحمتك فأنت أهل أن تجـود علينا و علـى المذنبين بفضل
سعتك فامنن علينا بما أنت أهلـه و جد علينا فإنا محتاجـون إلى نيلك يا غفار
بنـورك اهتدينا وبفضلك استغنينا وبنعمتـك أصبحنا و أمسينا ذنوبنا بين يديـك
نستغفـرك اللهم منها و نتوب إليـك تتحبـب إلينا بالنعم ونعـارضك بالذنوب
خيرك إلينا نازل وشرنـا إليـك صاعد ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنا
بعمـل قبيـح فلا يمنعـك ذلك من أن تحوطنا بنعمـك و تتفضـل علينا بآلائك
فسبحانـك ما أحلمـك و أعظمـك و أكرمـك مبدئـأ و معيدا تقدست أسماؤك
وجل ثناؤك وكرم صنائعـك وفعالـك أنـت إلهـي أوسـع فضلا وأعظم حلما
من أن تقايسنـي بفعلي وخطيئتـي فالعفو العفو العفو سيـدي سيـدي سيـدي
اللهـم اشغلنـا بذكـرك و أعذنا من سخطـك و أجرنا من عذابك وارزقنا من
مواهبـك وأنعم علينا من فضلـك وارزقنا حج بيتك وزيارة قبر نبيك صلواتـك
ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنك قريب مجيب وارزقنـا
عمـلا بطاعتـك وتوفنا علـى ملتك وسنـة نبيك صلـى الله عليه وآله اللهـم
اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربيانـي صغيرا اجزهما بالاحسـان احسـانا
وبالسيئـات غفرانا اللهم اغفـر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات
وتابع بيننا و بينهم بالخيرات اللهم اغفـر لحينا وميتنا وشاهـدنا وغائبنا ذكرنـا
و أنثانا صغيـرنا وكبيـرنا حرنا ومملوكنا كـذب العادلون بالله وضلوا ضلالا
بعيـدا وخسـروا خسرانا مبينا اللهـم صل على محمد وآل محمد واختم لـي
بخير واكفني ما أهمني من أمر دنياي و آخرتي ولا تسلط علي من لايرحمنـي
واجعل علي منك واقية باقيـة ولاتسلبني صالـح ما أنعمت به علي و ارزقني
من فضلـك رزقا واسعا حلالا طيبـا اللهم احرسني بحراسك واحفظني بحفظك
واكلأنـي بكلاءتـك و ارزقنـي حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفـي كل عام
وزيارة قبر نبيـك و الأئمـة عليهم السلام ولاتخلني يار رب من تلك المشاهـد
الشريفـة والمواقف الكريمة اللهم تب علي حتى لا أعصيك و ألهمني الخيـر
والعمـل به وخشيتـك بالليل والنهار ما أبقيتنـي يا رب العالمين اللهم إني كلما
قلـت قد تهيـأت و تعبـأت وقمت للصـلاة بين يديك وناجيتك ألقيـت علـي
نعاسـا إذا أنا صليـت وسلبتنـي مناجاتك إذا أنـا ناجيـت مالي كلما قلـت
قد صلحـت سريرتـي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بليـة
أزالـت قدمـي وحالت بينـي و بين خدمتك سيـدي لعلك عن بابك طردتنـي
وعـن خدمتـك نحيتنـي أو لعلك رأيتنـي مستخفا بحقك فأقصيتنـي أو لعلك
رأيتنـي معرضا عنك فقليتني أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتنـي أو
لعلك رأيتني غر شاكر لنعمائك فحرمتني أو لعلك فقدتني من مجالس العلمـاء
فخذلتني أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستنـي أو لعلك رأيتنـي
آلف مجالس البطالين فبيني و بينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائـي
فباعدتني أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني
فان غفـوت يا رب فطالما عفـوت عن المذنبين قبلـي لأن كرمـك أي رب
يجل عن مكافاة المقصرين و أنا عائذ بفضلك هـارب منـك إليك متنجـز ما
وعدت من الصفـح عمـن أحسـن بك ظنا إلهـي أنت أوسع فضلا و أعظم
حلما من أن تقايسني بعملـي أو أن تستزلنـي بخطيئتي و ما انا يا سيدي و ما
خطري هبني بفضلـك سيـدي و تصدق علي بعفوك و جللني بسترك و اعف
عن توبيخـي بكـرم وجهك سيدي أنا الصغيـر الذي ربيته و أنا الجاهل الذي
علمتـه و أنا الضال الذي هديتـه و أنا الوضيـع الذي رفعتـه و أنا الخائـف
الذي آمنتـه و الجائـع الذي أشبعته و العطشـان الذي أرويتـه و العـاري
الذي كسوتـه و الفقـيـر الذي أغنيتـه و الضعيـف الذي قويتـه و الذليـل
الذي أعززتـه و السقيـم الذي شفيتـه و السائـل الذي أعطيتـه و المذنـب
الذي ستـرته و الخاطـئ الذي أقلتـه و أنا القليل الذي كثرته و المستضعف
الذي نصرتـه و أنا الطريـد الذي آويتـه أنا يا رب الذي لم أستحيـك فـي
الخـلاء و لم أراقبـك في المـلاء أنا صاحـب الدواهـي العظمـى أنا الذي
علـى سيـده اجتـرى أنـا الذي عصـيـت جبـار السماء أنا الذي أعطيـت
علـى معاصـي الجليل الرشا أنا الذي حيـن بشرت بها خرجـت إليها أسعى
أنـا الذي أمهلتنـي فما ارعويـت و ستـرت علـي فما استحييـت عملـت
بالمعاصـي فتعديت و أسقطتنـي مـن عينك فما باليـت فبحلمـك أمهلتنـي
وبستـرك سترتنـي حتـى كأنك أغفلتنـي و من عقوبات المعاصـي جنبتني
حتـى كأنـك استحييتنـي إلهـي لم أعصـك حيـن عصيتك و أنا بربوبيتك
جـاحـد و لا بأمـرك مستخـف و لا لعقوبتـك متعـرض و لا لوعيـدك
متهاون لكـن خطيئـة عرضت و سولـت لـي نفسـي و غلبنـي هواي و
أعاننـي عليها شقوتـي و غرني سترك المرخى علي فقد عصيتك و خالفتك
بـجهـدي فالآن مـن عذابـك من يستنقذنـي و من أيـدي الخصمـاء غدا
من يخلصنـي و بحبل مـن أتصل إن أنت قطعـت حبلك عنـي فواسـوءتاه
علـى ما أحصـى كتابك مـن عملـي الـذي لولا ما أرجـو مـن كرمـك
و سعتـة رحمتـك و نهيـك إيـاي عن القنـوط لقنطـت عندمـا أتذكـرها
يا خيـر من دعـاه داع و أفضـل من رجـاه راج اللهـم بذمـة الإسـلام
أتوسـل إليـك و بحرمـة القرآن أعتمـد عليـك و بحبـي النبـي الأمـي
القرشـي الهاشمـي العربـي التهامـي المكـي المدنـي أرجو الزلفة لديك
فلا توحـش استئناس إيمانـي و لا تجعل ثوابـي ثـواب مـن عبد سـواك
فـإن قومـا آمنـوا بألسنتهـم ليحقنـوا به دماءهـم فأدركـوا مـن أملـوا
و إنـا آمنـا بـك بألسنتنا و قلوبنا لتعفـو عنـا فأدركنـا ما أملنـا و ثبـت
رجـاءك في صدورنـا و لا تزغ قلوبنـا بعد إذ هديتنـا و هـب لنـا مـن
لدنـك رحمـة إنـك أنـت الوهـاب فوعزتـك لو إنتهرتنـي ما برحـت
من بابـك و لا كففـت عـن تملقـك لما ألهـم قلبـي من المعرفـة بكرمك
و سـعـة رحمتـك إلـى من يذهـب العبـد إلا إلـى مولاه و إلـى مـن
يلتجـئ المخلوق إلا إلـى خالقـه إلهـي لو قرنتنـي بالأصفاد و منعتنـي
سيبـك من بيـن الأشهـاد و دللـت علـى فضائـحـي عيـون العبـاد و
أمـرت بـي إلـى النار و حلت بينـي و بيـن الأبرار ما قطعـت رجائـي
منـك و ما صرفـت تأميلـي للعفـو عنـك و لا خـرج حبك مـن قلبـي
أنـا لا أنسـى أياديـك عندي و سـتـرك علـي فـي دار الدنيـا سيـدي
أخـرج حـب الدنيـا من قلبـي و اجمـع بينـي و بيـن المصطفـى و آله
خيـرتك من خلقـك و خاتـم النبيـيـن مـحـمـد صلـى الله عليـه و آله
و انقلـنـي إلى درجـة التوبـة إليـك و أعنـي بالبكـاء على نفسـي فقـد
أفنيـت بالتسـويـف و الآمـال عمـري و قد نزلـت منزلـة الآيسيـن من
خيـري فمن يكـون أسـوأ حالا منـي إن أنا نقلت علـى مثل حالـي إلـى
قبـر لم أمهده لرقدتـي و لم أفرشه بالعمـل الصالـح لضجعتـي و ما لـي
لا أبكـي و لا أدري إلـى مـا يكـون مصـيـري و أرى نفسـي تخادعنـي
و أيامـي تخاتلنـي و قد خفقـت عنـد رأسـي أجنحـة المـوت فما لـي لا
أبكـي أبكـي لخـروج نفسـي أبكـي لظلمـة قبـري أبكـي لضيـق لحدي
أبكـي لسـؤال منكـر و نكيـر إياي أبكـي لخروجـي من قبـري عريانـا
ذليـلا حامـلا ثقلـي على ظهـري أنظر مـرة عن يمينـي و أخـرى عـن
شمالـي إذ الخلائـق في شـأن غير شأنـي لكل إمـرئ منهم يومئـذ شـأن
يغنيـه وجـوه يومئـذ مسفـرة ضاحكـة مستبشـرة و وجوه يومئـذ عليهـا
غبـرة ترهقهـا قتـره و ذلـة سيـدي عليـك معولي و معتمـدي و رجائـي
و توكلـي و برحمـتـك تعـلقـي تصيـب برحـمتـك من تشـاء و تهـدي
بكرامـتـك من تـحـب فلك الحمـد على ما نقـيـت من الشـرك قلبـي و
لـك الحمـد على بســط لسانـي أفبلسـانـي هذا الكال أشكـرك أم بغايـة
جهدي في عملي أرضيـك و ما قـدر لسانـي يار رب في جـنـب شكـرك
و ما قـدر عملـي في جنـب نعمـك و إحسانـك إلهـي إن جـودك بسـط
أملـي و شـكـرك قبـل عملـي سـيـدي إليـك رغبتـي و إليـك رهبتـي
و إليـك تأميلـي و قـد سـاقنـي إليك أملـي و عليك يا واحـدي عـكفـت
همتـي و فيمـا عنـدك انبـسطـت رغبتي و لك خالـص رجائي و خوفـي
و بـك أنـسـت مـحبتـي و إليـك ألقيـت بيـدي و بحبل طاعتـك مـددت
رهبتـي يا مـولاي بذكـرك عاش قلبـي و بمناجاتك بـردت ألـم الخـوف
عنـي فيـا مـولاي و يا مؤملـي و يا منتهـى سؤلـي فرق بينـي و بـيـن
ذنبـي المانـع لـي من لزوم طاعتـك فإنمـا أسـألك لقديـم الرجـاء فـيـك
و عظيـم الطمـع منـك الذي أوجبتـه علـى نفسـك من الرأفـة و الرحمـة
فالأمر لـك وحـدك لا شريـك لـك و الخلق كلهـم عيالـك و فـي قبضتـك
و كـل شيـئ خاضـع لك تبـاركـت يا رب العـالميـن إلهـي إرحـمـنـي
إذا انقطعـت حجتـي و كـل عـن جوابـك لسانـي و طـاش عنـد سؤالـك
إيـاي لـبي فيا عظيـم رجائي لا تخيـبنـي إذا اشتـدت فاقتـي و لا تردنـي
لجهلي و لا تمنعني لقلة صبري أعطني لفقري و ارحمنـي لضعـفـي سـيـدي
عـليـك مـعتمـدي و موعـولـي و رجائـي و توكلـي و برحمتـك تعلقـي
و بفنائك أحط رحلـي و بجـودك أقصـد طلبتـي و بكرمـك أي رب أستفتـح
دعائي و لديك أرجو فاقتي و بغناك أجبـر عيلتـي و تحـت ظـل عفوك قيامي
و إلى جـودك و كرمك أرفـع بصري و إلى معروفك أديم نظـري فلا تحرقني
بالنار و أنت موضـع أملـي و لا تسكنـي الهاوية فإنـك قرة عينـي يا سيـدي
لا تـكـذب ظنـي بإحسانـك و معروفـك فإنك ثـقتـي و لا تحرمنـي ثوابك
فإنك العـارف بفقـري إلهـي إن كان قـد دنا أجلـي و لم يقربنـي منـك عملي
فقد جعلـت الإعتـراف إليـك بذنبـي و سـائل عللـي إلهـي إن عفوت فمـن
أولـى منـك بالعـفـو و إن عذبـت فمـن أعـدل منـك في الحكـم إرحـم في
هذه الدنيـا غربتـي و عنـد المـوت كربتـي و في القبـر وحدتـي و في اللحد
وحشتـي و إذا نشـرت للحسـاب بين يديـك ذل موقفـي و اغفـر لي ما خفي
على الآدميين من عملي و أدم لي ما به سترتني و ارحمنـي صريعـا على الفراش
تقلبني أيدي أحبتـي و تفضل علـي ممدودا على المغتسـل يقلبنـي صالح جيرتي
و تحنن علي محمولا قـد تنـاول الأقرباء أطـراف جنازتـي و جد علـي منقولا
قد نزلـت بك وحيـدا في حفرتـي و ارحم في ذلك البيـت الجديـد غربتي حتى
لا أستـأنـس بغيـرك يا سيـدي إن وكلتنـي إلى نفسـي هلكـت سيـدي فبمـن
أستغيـث إن لم تقلني عثرتي فإلـى من أفـزع إن فقـدت عنايتـك في ضجعتـي
و إلـى من ألتجـئ إن لم تنفـس كربتـي سيـدي من لـي و من يرحمني إن لم
ترحمنـي و فضـل من أؤمـل إن عدمـت فضلك يوم فاقتـي و إلى من الفـرار
من الذنـوب إذا انقضـى أجلـي سيـدي لا تعذبنـي و أنا أرجـوك إلهي حقـق
رجائي و آمن خوفي فإن كثـرة ذنوبـي لا أرجـو فيها إلا عـفـوك سيـدي أنـا
أسـألك مـا لا أستحـق و أنـت أهـل التقـوى و أهـل المغفـرة فاغفر لـي و
ألبسنـي من نظرك ثوبا يغطي علـي التبعـات و تغفرهـا لـي و لا أطالـب بها
إنـك ذو من قديم و صفـح عظيـم و تجـاوز كريـم إلهـي أنـت الذي تفيـض
سيـبـك على مـن لا يـسـألك و على الجـاحدين بربوبيـتـك فكيـف سيـدي
بمن سألك و أيقـن أن الخلـق لك و الأمـر إليـك تباركـت و تعاليـت يـا رب
العالميـن سـيدي عبدك ببابك أقامتـه الخصاصـة بين يديك يقرع باب إحسـانك
بدعائـه فلا تعـرض بوجهك الكريم عني و اقبـل مني ما أقـول فقد دعوت بهذا
الدعاء و أنا أرجو أن لا تردني معرفة مني برأفتك و رحمتك إلهي أنـت الـذي لا
يحـفيـك سائـل و لا ينقصـك نائـل أنت كما تقـول و فـوق ما نـقول اللهـم
إني أسألك صبرا جميلا و فرجـا قريبـا و قولا صادقـا و أجرا عظيما أسألك يا
رب من الخير كله ما علمت منـه و ما لم أعلم أسـألك اللهم من خيـر ما سـألك
منه عبادك الصالحون يا خيـر من سئـل و أجـود من أعطـى أعطنـي سـؤلي
في نفسي و أهلي و والدي و ولـدي و أهـل حزانتي و إخوانـي فيك و أرغـد
عيشي و أظهر مروتي و أصلـح جميـع أحوالي ممن أطلت عمره و حسنت عمله
و أتممت عليه نعمتك و رضيـت عنـه و أحييتـه حياة طيبـة في أدوم السـرور
و أسبغ الكرامـة و أتم العيـش إنك تفعل ما تشـاء و لا تفعـل ما يشاء غيـرك
اللهم خصني منـك بخاصـة ذكرك و لا تجعل شيئا مما أتقـرب به في آناء الليـل
و أطراف النهـار رياء و لا سمعـة و لا أشـرا و لا بطـرا و اجعلنـي لك من
الخاشعيـن اللهـم أعطني السعـة في الرزق و الأمن في الوطـن و قرة العين في
الأهل و المال و الولـد و المقـام في نعمـك عندي و الصحـة في الجسم و القوة
في البدن و السلامة في الديـن و استعملنـي بطاعتك و طاعـة رسـولك محمـد
صلى الله عليه و آلـه أبدا ما استعمرتنـي و اجعلنـي من أوفـر عبـادك عنـدك
نصيبا في كل خير أنزلتـه و تنزله في شـهر رمضان في ليلـة القـدر و ما أنت
منزلـه في كل سنـة من رحمـة تنشرها و عافيـة تلبسها و بلية تدفعها و حسنات
تتقبلها و سـيئـات تتجـاوز عنهـا و ارزقنـي حج بيتك الحرام في عامنـا هـذا
و في كـل عـام و ارزقنـي رزقا واسـعا من فضـلك الواسـع و اصرف عني
يا سيدي الأسـواء و اقـض عنـي الديـن و الظلامـات حتى لا أتـأذى بشـيء
منـه و خـذ عنـي بأسـماع و أبصـار أعدائـي و حسـادي و الباغيـن علي و
انصرني عليهـم و أقر عينـي و فرح قلبي و اجعل لـي من همـي و كربي فرجا
و مخرجا و اجعـل مـن أرادني بسـوء من جميـع خلقك تحـت قدمـي و اكفني
شـر الشـيطان و شر السـلطان و سيئـات عملـي و طهرنـي من الذنـوب كلها
و أجرني من النار بعفـوك و أدخلنـي الجنـة برحمتك و زوجني من الحور العين
بفضلك و ألحقني بأوليائـك الصالحيـن محمد و آله الأبـرار الطيبيـن الطاهريـن
الأخيـار صلواتـك عليهـم و على أجسادهـم و أرواحهـم و رحمـة الله وبركاته
إلهـي و سـيدي و عزتـك و جلالك لئـن طالبتنـي بذنوبـي لأطالبنـك بعفـوك
و لئن طالبتنـي بلؤمـي لأطالبنـك بكرمـك و لئن أدخلتنـي النار لأخبـرن أهـل
النار بحبـي لك إلهي و سـيدي إن كنـت لا تغفـر إلا لأوليائـك و أهل طاعتـك
فإلى من يفزع المذنبـون و إن كنـت لا تكـرم إلا أهـل الوفاء بك فبمن يستغيـث
المسيئون إلهي إن أدخلتنـي النـار ففي ذلك سـرور عـدوك و إن أدخلتني الجنة
ففي ذلك سـرور نبيـك و أنا و الله أعلـم أن سـرور نبيـك أحـب إليـك مـن
سـرور عـدوك اللهـم إنـي أسـألك أن تملأ قلبـي حبا لك و خشيـة منـك و
تصديقا بكتابك و إيمانا بك و فرقا منـك و شـوقا إليـك يا ذا الجـلال و الإكـرام
حبـب إلي لقـاءك و أحبـب لقائـي و اجعـل لي في لقائـك الراحـة و الفـرج
و الكرامـة اللهـم ألحقنـي بصالـح من مضى و اجعلنـي من صالـح من بقـي
و خذ بـي سبيـل الصالحيـن و أعني علـى نفسـي بما تعيـن به الصالحين على
أنفسـهم و اختم عملي بأحسنـه و اجعل ثوابـي منـه الجنـة برحمتـك و أعنـي
علـى صالح ما أعطيتنـي و ثبتنـي يا رب و لا تردنـي في سوء إستنقذتنـي منـه
يـا رب العالميـن اللهـم إنـي أسـألك إيمانا لا أجـل له دون لقائـك أحينـي ما
أحييتني عليـه و توفني إذا توفيتني عليـه و ابعثني إذا بعثتني عليـه و أبرئ قلبـي
مـن الريـاء و الشـك و السمعـة في دينك حتى يكون عملـي خالصـا لك اللهـم
أعطنـي بصيـرة في دينـك و فهما في حكمـك و فقهـا في علمـك و كفليـن من
رحمتـك و ورعـا يحجزنـي عن معاصيـك و بيـض وجهي بنـورك و اجعـل
رغبتـي في ما عنـدك و توفني في سـبيلك و على ملة رسـولك صلى الله عليـه
و آله اللهم إني أعوذ بـك من الكسـل و الفشـل و الهـم و الجبن و البخل و الغفلة
و القسـوة و المسـكنـة و الفقـر و الفاقـة و كـل بليـة و الفواحـش ما ظهـر
منها و مـا بطـن و أعـوذ بـك مـن نفـس لا تقنـع و بطـن لا يشبـع و قلـب
لا يخشـع و دعـاء لا يسـمع و عمل لا ينفـع و أعـوذ بك يا رب علـى نفسـي
و ديني و مالي و على جميع ما رزقتنـي مـن الشيـطان الرجيـم إنـك أنت السميع
العليـم اللهـم إنـه لا يجيرنـي منـك أحـد و لا أجـد مـن دونـك مـلتحدا فلا
تجعـل نفسـي فـي شـيء من عذابـك و لا تردنـي بهلكـة و لا تردني بعـذاب
أليـم اللـهـم تـقبـل مني و أعـل ذكـري و ارفـع درجتـي و حـط وزري ولا
تذكرني بخطيئتي و اجعـل ثـواب مجلسـي و ثـواب منطقـي و ثـواب دعائـي
رضـاك و الجنـة و اعطنـي يا رب جميـع ما سـألتك و زدنـي مـن فضلك إني
إليـك راغـب يا رب العالمـين اللهـم إنـك أنزلـت في كتـابـك أن نعفـو عمن
ظلمنـا و قـد ظلمنـا أنفسـنا فـاعـف عنا فإنـك أولى بـذلك منـا و أمرتنـا أن
لا نرد سـائلا عـن أبوابنـا و قـد جئتـك سائلـا فلا تردني إلا بقضـاء حاجتـي
و أمرتنا بالإحسان إلى ما ملكـت أيماننا و نحـن أرقاؤك فأعتـق رقابنا مـن النار
يا مفـزعي عنـد كربتـي و يا غوثـي عن شدتـي إليـك فزعت و بك استغثـت
و لـذت لا ألـوذ بسـواك و لا أطلـب الفرج إلا منك فأغثني و فـرج عني يا من
يقبل اليسيـر و يعفو عن الكثيـر إقبل منـي اليسير و اعف عني الكثيـر إنك أنت
الرحيم الغفـور اللهم إنـي أسألك إيمانا تباشـر به قلبي و يقينا صـادقا حتى أعلم
أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي و رضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين
إلهي لا تؤدبنـي بعقوبتـك و لا تمكـر بـي فـي حيلتـك مـن أيـن لـي
الخير يا رب ولا يوجد إلا من عندك ومـن أين لـي النجـاة ولا تستـطاع إلا
بك لا الـذي أحسـن استغنـى عن عونـك ورحمتك ولا الذي أسـاء واجترأ
عليك ولـم يرضـك خـرج عن قدرتـك يا رب يا رب يا رب بـك عرفتـك
وأنت دللتني عليك ودعوتني إليـك ولولا أنـت لـم أدر ما أنت الحمد لله الذي
أدعوه فيجيبنـي وإن كنت بطيئـا حين يدعوني والحمد لله الذي أسأله فيعطيني
وإن كنت بخيـلا حين يستقرضنـي والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي
وأخلو به حيث شئت لسـري بغير شفيـع فيقضي لي حاجتي الحمد لله الذي
لا أدعو غيره ولو دعوت غيره لم يستجـب لي دعائـي والحمـد لله الذي لا
أرجو غيره ولو رجوت غيره لأخلـف رجائـي والحمد لله الذي وكلني إليـه
فأكرمني ولم يكلني إلى الناس فيهينوني والحمـد لله الذي تحبب إلي وهو غني
عني والحمد لله الذي يحلم عني كأني لا ذنـب لـي فربي أحمد شيء عندي و
أحق بحمدي اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعـة ومناهل الرجاء لديك
مترعة والإستعانة بفضلك لمن أملك مباحة وأبواب الدعـاء إليك للصارخين
مفتوحة وأعلم أنك للراجين بموضع إجابة وللملهوفين بمرصد إغاثـة وأن في
اللهف إلى جودك والرضا بقضائك عوضا من منع الباخلين ومندوحـة عمـا
في أيدي المستأثرين وأن الراحل إليك قريب المسافـة وأنك لا تحجـب عـن
خلقك إلا أن تحجبهـم الأعمـال دونـك وقد قصـدت إليك بطلبتي وتوجهت
إليك بحاجتي وجعلـت بك إستغاثتـي وبدعائك توسلـي مـن غير استحقاق
لاستماعك مني ولا استيجاب لعفوك عنـي بل لثقتـي بكرمـك وسكوني إلى
صـدق وعدك ولجأي إلـى الإيمان بتوحيدك ويقيني بمعرفتك مني أن لا رب
لي غيـرك ولا إله إلا أنت وحـدك لا شريـك لك اللهم أنـت القائل وقولك
حـق و وعدك صدق واسألوا الله من فضلـه إن الله كان بكـم رحيما وليـس
من صفاتـك يا سيـدي أن تأمـر بالسؤال وتمنع العطية وأنت المنان بالعطيات
على أهل مملكتك والعـائـد عليهـم بتحنـن رأفتك إلهـي ربيتنـي في نعمك
وإحسانك صغيرا ونوهت باسمـي كبيرا فيا من ربـاني في الدنيـا بإحسـانه
وتفضله ونعمه وأشار لي في الآخرة إلى عفوه وكرمه معرفتي يامولاي دليلي
عليـك وحبـي لك شفيعـي إليـك وأنا واثـق من دليلي بدلالتك وساكن من
شفيعي إلى شفاعتك أدعوك ياسيدي بلسـان قد أخرسـه ذنبـه رب أناجيـك
بقلب قد أوبقه جرمه أدعوك يارب راهبـا راغبـا راجيـا خائفـا إذا رأيت
مولاي ذنوبـي فزعـت وإذا رأيـت كرمك طمعـت فإن عفوت فخير راحم
وإن عذبت فغير ظالم حجتـي يا الله في جرأتـي على مسألتك مع إتياني ما
تكره جودك وكرمك وعدتـي في شدتي مع قلة حيائـي رأفتـك ورحمتك و
قد رجوت أن لا تخيب بين ذين وذين منيتـي فحقق رجائـي واسمع دعائـي
يا خير من دعاه داع وأفضل من رجـاه راج عظم يا سيـدي أملي وسـاء
عملـي فأعطني من عفوك بمقدار أملي ولا تؤاخذني بأسوء عملي فإن كرمك
يجل عن مجازات المذنبيـن وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين وأنا يا سيدي
عائـذ بفضلك هـارب منك إليـك متنجـز ما وعدت من الصفح عمن أحسن
بك ظنا وما أنا يا رب وما خطـري هبني بفضلك وتصدق علي بعفـوك أي
رب جللني بسترك واعف عن توبيخـي بكرم وجهك فلو اطلع اليـوم علـى
ذنبي غيرك ما فعلته ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته لا لأنك أهون الناظرين
إلي وأخف المطلعين علي بل لأنك يا رب خيـر الساترين وأحكم الحاكميـن
وأكرم الأكرمين ستـار العيـوب غفار الذنـوب علام الغيوب تستـر الذنب
بكرمك وتؤخر العقوبـة بحلمـك فلك الحمد على حلمـك بعد علمك وعلـى
عفـوك بعد قدرتك ويحملني ويجرؤني على معصيتك حلمك عني ويدعونـي
إلى قلة الحياء سترك علي ويسرعني إلى التوثب على محارمك معرفتي بسعة
رحمتك وعظيم عفوك يا حليم يا كريم يا حي يا قيوم يـا غافر الذنب يا قابل
التوب يا عظيم المن يا قديم الإحسان أين سترك الجميل أين عفوك الجليل أين
فرجك القريب أين غياثك السريع أين رحمتك الواسعـة أين عطاياك الفاضلة
أين مواهبك الهنيئة أين صنائعك السنية أين فضلك العظيـم أين منك الجسيـم
أين إحسانـك القديـم أين كرمك يا كريـم به وبمحمد وآل محمد فاستنقذنـي
وبرحمتك خلصني يا محسن يا مجمل يت منعم يا مفضل لست أتكل في النجاة
من عقابـك على أعمالنا بـل بفضلك علينا لأنك أهل التقـوى وأهل المغفرة
تبدئ بالإحسـان نعما و تعـفوا عن الذنـب كرما فما ندري ما نشكر أجميل
ما تنشر أم قبيح ما تستر أم عظيم ما أبليـت وأوليت أم كثير ما منه نجيـت
وعافيـت يا حبيـب من تحبب إليك و يا قرة عين من لاذ بك وانقطع إليـك
أنـت المحسن و نحن المسيئون فتجاوز يا رب عن قبيح ما عندنا بجميل ما
عندك و أي جهل يـا رب لا يسعـه جودك أو أي زمـان أطـول من أناتك
وما قـدر أعمالنا في جنب نعمك وكيف نستكثر أعمالا نقابـل بها كرمك بل
كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك يا واسع المغفـرة يا باسـط
اليدين بالرحمة فوعزتك يا سيدي لو انتهرتني ما برحت من بابك ولا كففـت
عن تملقك لما انهى إلي من المعرفة بجودك و كرمك وأنت الفاعل لما تشاء
تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشـاء وترحم من تشـاء بما تشاء كيف تشاء
لا تسأل عن فعلك ولا تنازع في ملكك ولا تشارك في أمرك ولا تضـاد في
حكمك ولا يعتـرض عليك أحد في تدبيرك لك الخلق والأمر تبارك الله رب
العالميـن يـا رب هذا مقـام من لاذ بك و استجـار بكرمك وألف إحسانـك
ونعمـك وأنت الجـواد الذي لا يضيـق عفوك و ينقـص فضلك ولا تقـل
رحمتك وقد توثقنا منك بالصفخ القديم والفضـل العظيم و الرحمة الواسعـة
أفتراك يا رب تخلـف ظنوننا أو تخيـب آمالنا كلا يا كريم فليس هذا ظننا بك
ولا هـذا فيك طمعنا يا رب إن لنا فيك أملا طويـلا كثيـرا إن لنا فيك رجاء
عظيمـا عصيناك ونحـن نرجـوا أن تستـر علينا ودعوناك و نحن نرجوا أن
تستجيـب لنا فحقـق رجائنا مولانا فقـد علمنا ما نستوجب بأعمالنا و لكـن
علمك فينا و علمنا بأنك لا تصرفنـا عنك حثنا علـى الرغبـة إليك و إن كنا
غيـر مستوجبين لرحمتك فأنت أهل أن تجـود علينا و علـى المذنبين بفضل
سعتك فامنن علينا بما أنت أهلـه و جد علينا فإنا محتاجـون إلى نيلك يا غفار
بنـورك اهتدينا وبفضلك استغنينا وبنعمتـك أصبحنا و أمسينا ذنوبنا بين يديـك
نستغفـرك اللهم منها و نتوب إليـك تتحبـب إلينا بالنعم ونعـارضك بالذنوب
خيرك إلينا نازل وشرنـا إليـك صاعد ولم يزل ولا يزال ملك كريم يأتيك عنا
بعمـل قبيـح فلا يمنعـك ذلك من أن تحوطنا بنعمـك و تتفضـل علينا بآلائك
فسبحانـك ما أحلمـك و أعظمـك و أكرمـك مبدئـأ و معيدا تقدست أسماؤك
وجل ثناؤك وكرم صنائعـك وفعالـك أنـت إلهـي أوسـع فضلا وأعظم حلما
من أن تقايسنـي بفعلي وخطيئتـي فالعفو العفو العفو سيـدي سيـدي سيـدي
اللهـم اشغلنـا بذكـرك و أعذنا من سخطـك و أجرنا من عذابك وارزقنا من
مواهبـك وأنعم علينا من فضلـك وارزقنا حج بيتك وزيارة قبر نبيك صلواتـك
ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليه وعلى أهل بيته إنك قريب مجيب وارزقنـا
عمـلا بطاعتـك وتوفنا علـى ملتك وسنـة نبيك صلـى الله عليه وآله اللهـم
اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربيانـي صغيرا اجزهما بالاحسـان احسـانا
وبالسيئـات غفرانا اللهم اغفـر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات
وتابع بيننا و بينهم بالخيرات اللهم اغفـر لحينا وميتنا وشاهـدنا وغائبنا ذكرنـا
و أنثانا صغيـرنا وكبيـرنا حرنا ومملوكنا كـذب العادلون بالله وضلوا ضلالا
بعيـدا وخسـروا خسرانا مبينا اللهـم صل على محمد وآل محمد واختم لـي
بخير واكفني ما أهمني من أمر دنياي و آخرتي ولا تسلط علي من لايرحمنـي
واجعل علي منك واقية باقيـة ولاتسلبني صالـح ما أنعمت به علي و ارزقني
من فضلـك رزقا واسعا حلالا طيبـا اللهم احرسني بحراسك واحفظني بحفظك
واكلأنـي بكلاءتـك و ارزقنـي حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفـي كل عام
وزيارة قبر نبيـك و الأئمـة عليهم السلام ولاتخلني يار رب من تلك المشاهـد
الشريفـة والمواقف الكريمة اللهم تب علي حتى لا أعصيك و ألهمني الخيـر
والعمـل به وخشيتـك بالليل والنهار ما أبقيتنـي يا رب العالمين اللهم إني كلما
قلـت قد تهيـأت و تعبـأت وقمت للصـلاة بين يديك وناجيتك ألقيـت علـي
نعاسـا إذا أنا صليـت وسلبتنـي مناجاتك إذا أنـا ناجيـت مالي كلما قلـت
قد صلحـت سريرتـي وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بليـة
أزالـت قدمـي وحالت بينـي و بين خدمتك سيـدي لعلك عن بابك طردتنـي
وعـن خدمتـك نحيتنـي أو لعلك رأيتنـي مستخفا بحقك فأقصيتنـي أو لعلك
رأيتنـي معرضا عنك فقليتني أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتنـي أو
لعلك رأيتني غر شاكر لنعمائك فحرمتني أو لعلك فقدتني من مجالس العلمـاء
فخذلتني أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستنـي أو لعلك رأيتنـي
آلف مجالس البطالين فبيني و بينهم خليتني أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائـي
فباعدتني أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني
فان غفـوت يا رب فطالما عفـوت عن المذنبين قبلـي لأن كرمـك أي رب
يجل عن مكافاة المقصرين و أنا عائذ بفضلك هـارب منـك إليك متنجـز ما
وعدت من الصفـح عمـن أحسـن بك ظنا إلهـي أنت أوسع فضلا و أعظم
حلما من أن تقايسني بعملـي أو أن تستزلنـي بخطيئتي و ما انا يا سيدي و ما
خطري هبني بفضلـك سيـدي و تصدق علي بعفوك و جللني بسترك و اعف
عن توبيخـي بكـرم وجهك سيدي أنا الصغيـر الذي ربيته و أنا الجاهل الذي
علمتـه و أنا الضال الذي هديتـه و أنا الوضيـع الذي رفعتـه و أنا الخائـف
الذي آمنتـه و الجائـع الذي أشبعته و العطشـان الذي أرويتـه و العـاري
الذي كسوتـه و الفقـيـر الذي أغنيتـه و الضعيـف الذي قويتـه و الذليـل
الذي أعززتـه و السقيـم الذي شفيتـه و السائـل الذي أعطيتـه و المذنـب
الذي ستـرته و الخاطـئ الذي أقلتـه و أنا القليل الذي كثرته و المستضعف
الذي نصرتـه و أنا الطريـد الذي آويتـه أنا يا رب الذي لم أستحيـك فـي
الخـلاء و لم أراقبـك في المـلاء أنا صاحـب الدواهـي العظمـى أنا الذي
علـى سيـده اجتـرى أنـا الذي عصـيـت جبـار السماء أنا الذي أعطيـت
علـى معاصـي الجليل الرشا أنا الذي حيـن بشرت بها خرجـت إليها أسعى
أنـا الذي أمهلتنـي فما ارعويـت و ستـرت علـي فما استحييـت عملـت
بالمعاصـي فتعديت و أسقطتنـي مـن عينك فما باليـت فبحلمـك أمهلتنـي
وبستـرك سترتنـي حتـى كأنك أغفلتنـي و من عقوبات المعاصـي جنبتني
حتـى كأنـك استحييتنـي إلهـي لم أعصـك حيـن عصيتك و أنا بربوبيتك
جـاحـد و لا بأمـرك مستخـف و لا لعقوبتـك متعـرض و لا لوعيـدك
متهاون لكـن خطيئـة عرضت و سولـت لـي نفسـي و غلبنـي هواي و
أعاننـي عليها شقوتـي و غرني سترك المرخى علي فقد عصيتك و خالفتك
بـجهـدي فالآن مـن عذابـك من يستنقذنـي و من أيـدي الخصمـاء غدا
من يخلصنـي و بحبل مـن أتصل إن أنت قطعـت حبلك عنـي فواسـوءتاه
علـى ما أحصـى كتابك مـن عملـي الـذي لولا ما أرجـو مـن كرمـك
و سعتـة رحمتـك و نهيـك إيـاي عن القنـوط لقنطـت عندمـا أتذكـرها
يا خيـر من دعـاه داع و أفضـل من رجـاه راج اللهـم بذمـة الإسـلام
أتوسـل إليـك و بحرمـة القرآن أعتمـد عليـك و بحبـي النبـي الأمـي
القرشـي الهاشمـي العربـي التهامـي المكـي المدنـي أرجو الزلفة لديك
فلا توحـش استئناس إيمانـي و لا تجعل ثوابـي ثـواب مـن عبد سـواك
فـإن قومـا آمنـوا بألسنتهـم ليحقنـوا به دماءهـم فأدركـوا مـن أملـوا
و إنـا آمنـا بـك بألسنتنا و قلوبنا لتعفـو عنـا فأدركنـا ما أملنـا و ثبـت
رجـاءك في صدورنـا و لا تزغ قلوبنـا بعد إذ هديتنـا و هـب لنـا مـن
لدنـك رحمـة إنـك أنـت الوهـاب فوعزتـك لو إنتهرتنـي ما برحـت
من بابـك و لا كففـت عـن تملقـك لما ألهـم قلبـي من المعرفـة بكرمك
و سـعـة رحمتـك إلـى من يذهـب العبـد إلا إلـى مولاه و إلـى مـن
يلتجـئ المخلوق إلا إلـى خالقـه إلهـي لو قرنتنـي بالأصفاد و منعتنـي
سيبـك من بيـن الأشهـاد و دللـت علـى فضائـحـي عيـون العبـاد و
أمـرت بـي إلـى النار و حلت بينـي و بيـن الأبرار ما قطعـت رجائـي
منـك و ما صرفـت تأميلـي للعفـو عنـك و لا خـرج حبك مـن قلبـي
أنـا لا أنسـى أياديـك عندي و سـتـرك علـي فـي دار الدنيـا سيـدي
أخـرج حـب الدنيـا من قلبـي و اجمـع بينـي و بيـن المصطفـى و آله
خيـرتك من خلقـك و خاتـم النبيـيـن مـحـمـد صلـى الله عليـه و آله
و انقلـنـي إلى درجـة التوبـة إليـك و أعنـي بالبكـاء على نفسـي فقـد
أفنيـت بالتسـويـف و الآمـال عمـري و قد نزلـت منزلـة الآيسيـن من
خيـري فمن يكـون أسـوأ حالا منـي إن أنا نقلت علـى مثل حالـي إلـى
قبـر لم أمهده لرقدتـي و لم أفرشه بالعمـل الصالـح لضجعتـي و ما لـي
لا أبكـي و لا أدري إلـى مـا يكـون مصـيـري و أرى نفسـي تخادعنـي
و أيامـي تخاتلنـي و قد خفقـت عنـد رأسـي أجنحـة المـوت فما لـي لا
أبكـي أبكـي لخـروج نفسـي أبكـي لظلمـة قبـري أبكـي لضيـق لحدي
أبكـي لسـؤال منكـر و نكيـر إياي أبكـي لخروجـي من قبـري عريانـا
ذليـلا حامـلا ثقلـي على ظهـري أنظر مـرة عن يمينـي و أخـرى عـن
شمالـي إذ الخلائـق في شـأن غير شأنـي لكل إمـرئ منهم يومئـذ شـأن
يغنيـه وجـوه يومئـذ مسفـرة ضاحكـة مستبشـرة و وجوه يومئـذ عليهـا
غبـرة ترهقهـا قتـره و ذلـة سيـدي عليـك معولي و معتمـدي و رجائـي
و توكلـي و برحمـتـك تعـلقـي تصيـب برحـمتـك من تشـاء و تهـدي
بكرامـتـك من تـحـب فلك الحمـد على ما نقـيـت من الشـرك قلبـي و
لـك الحمـد على بســط لسانـي أفبلسـانـي هذا الكال أشكـرك أم بغايـة
جهدي في عملي أرضيـك و ما قـدر لسانـي يار رب في جـنـب شكـرك
و ما قـدر عملـي في جنـب نعمـك و إحسانـك إلهـي إن جـودك بسـط
أملـي و شـكـرك قبـل عملـي سـيـدي إليـك رغبتـي و إليـك رهبتـي
و إليـك تأميلـي و قـد سـاقنـي إليك أملـي و عليك يا واحـدي عـكفـت
همتـي و فيمـا عنـدك انبـسطـت رغبتي و لك خالـص رجائي و خوفـي
و بـك أنـسـت مـحبتـي و إليـك ألقيـت بيـدي و بحبل طاعتـك مـددت
رهبتـي يا مـولاي بذكـرك عاش قلبـي و بمناجاتك بـردت ألـم الخـوف
عنـي فيـا مـولاي و يا مؤملـي و يا منتهـى سؤلـي فرق بينـي و بـيـن
ذنبـي المانـع لـي من لزوم طاعتـك فإنمـا أسـألك لقديـم الرجـاء فـيـك
و عظيـم الطمـع منـك الذي أوجبتـه علـى نفسـك من الرأفـة و الرحمـة
فالأمر لـك وحـدك لا شريـك لـك و الخلق كلهـم عيالـك و فـي قبضتـك
و كـل شيـئ خاضـع لك تبـاركـت يا رب العـالميـن إلهـي إرحـمـنـي
إذا انقطعـت حجتـي و كـل عـن جوابـك لسانـي و طـاش عنـد سؤالـك
إيـاي لـبي فيا عظيـم رجائي لا تخيـبنـي إذا اشتـدت فاقتـي و لا تردنـي
لجهلي و لا تمنعني لقلة صبري أعطني لفقري و ارحمنـي لضعـفـي سـيـدي
عـليـك مـعتمـدي و موعـولـي و رجائـي و توكلـي و برحمتـك تعلقـي
و بفنائك أحط رحلـي و بجـودك أقصـد طلبتـي و بكرمـك أي رب أستفتـح
دعائي و لديك أرجو فاقتي و بغناك أجبـر عيلتـي و تحـت ظـل عفوك قيامي
و إلى جـودك و كرمك أرفـع بصري و إلى معروفك أديم نظـري فلا تحرقني
بالنار و أنت موضـع أملـي و لا تسكنـي الهاوية فإنـك قرة عينـي يا سيـدي
لا تـكـذب ظنـي بإحسانـك و معروفـك فإنك ثـقتـي و لا تحرمنـي ثوابك
فإنك العـارف بفقـري إلهـي إن كان قـد دنا أجلـي و لم يقربنـي منـك عملي
فقد جعلـت الإعتـراف إليـك بذنبـي و سـائل عللـي إلهـي إن عفوت فمـن
أولـى منـك بالعـفـو و إن عذبـت فمـن أعـدل منـك في الحكـم إرحـم في
هذه الدنيـا غربتـي و عنـد المـوت كربتـي و في القبـر وحدتـي و في اللحد
وحشتـي و إذا نشـرت للحسـاب بين يديـك ذل موقفـي و اغفـر لي ما خفي
على الآدميين من عملي و أدم لي ما به سترتني و ارحمنـي صريعـا على الفراش
تقلبني أيدي أحبتـي و تفضل علـي ممدودا على المغتسـل يقلبنـي صالح جيرتي
و تحنن علي محمولا قـد تنـاول الأقرباء أطـراف جنازتـي و جد علـي منقولا
قد نزلـت بك وحيـدا في حفرتـي و ارحم في ذلك البيـت الجديـد غربتي حتى
لا أستـأنـس بغيـرك يا سيـدي إن وكلتنـي إلى نفسـي هلكـت سيـدي فبمـن
أستغيـث إن لم تقلني عثرتي فإلـى من أفـزع إن فقـدت عنايتـك في ضجعتـي
و إلـى من ألتجـئ إن لم تنفـس كربتـي سيـدي من لـي و من يرحمني إن لم
ترحمنـي و فضـل من أؤمـل إن عدمـت فضلك يوم فاقتـي و إلى من الفـرار
من الذنـوب إذا انقضـى أجلـي سيـدي لا تعذبنـي و أنا أرجـوك إلهي حقـق
رجائي و آمن خوفي فإن كثـرة ذنوبـي لا أرجـو فيها إلا عـفـوك سيـدي أنـا
أسـألك مـا لا أستحـق و أنـت أهـل التقـوى و أهـل المغفـرة فاغفر لـي و
ألبسنـي من نظرك ثوبا يغطي علـي التبعـات و تغفرهـا لـي و لا أطالـب بها
إنـك ذو من قديم و صفـح عظيـم و تجـاوز كريـم إلهـي أنـت الذي تفيـض
سيـبـك على مـن لا يـسـألك و على الجـاحدين بربوبيـتـك فكيـف سيـدي
بمن سألك و أيقـن أن الخلـق لك و الأمـر إليـك تباركـت و تعاليـت يـا رب
العالميـن سـيدي عبدك ببابك أقامتـه الخصاصـة بين يديك يقرع باب إحسـانك
بدعائـه فلا تعـرض بوجهك الكريم عني و اقبـل مني ما أقـول فقد دعوت بهذا
الدعاء و أنا أرجو أن لا تردني معرفة مني برأفتك و رحمتك إلهي أنـت الـذي لا
يحـفيـك سائـل و لا ينقصـك نائـل أنت كما تقـول و فـوق ما نـقول اللهـم
إني أسألك صبرا جميلا و فرجـا قريبـا و قولا صادقـا و أجرا عظيما أسألك يا
رب من الخير كله ما علمت منـه و ما لم أعلم أسـألك اللهم من خيـر ما سـألك
منه عبادك الصالحون يا خيـر من سئـل و أجـود من أعطـى أعطنـي سـؤلي
في نفسي و أهلي و والدي و ولـدي و أهـل حزانتي و إخوانـي فيك و أرغـد
عيشي و أظهر مروتي و أصلـح جميـع أحوالي ممن أطلت عمره و حسنت عمله
و أتممت عليه نعمتك و رضيـت عنـه و أحييتـه حياة طيبـة في أدوم السـرور
و أسبغ الكرامـة و أتم العيـش إنك تفعل ما تشـاء و لا تفعـل ما يشاء غيـرك
اللهم خصني منـك بخاصـة ذكرك و لا تجعل شيئا مما أتقـرب به في آناء الليـل
و أطراف النهـار رياء و لا سمعـة و لا أشـرا و لا بطـرا و اجعلنـي لك من
الخاشعيـن اللهـم أعطني السعـة في الرزق و الأمن في الوطـن و قرة العين في
الأهل و المال و الولـد و المقـام في نعمـك عندي و الصحـة في الجسم و القوة
في البدن و السلامة في الديـن و استعملنـي بطاعتك و طاعـة رسـولك محمـد
صلى الله عليه و آلـه أبدا ما استعمرتنـي و اجعلنـي من أوفـر عبـادك عنـدك
نصيبا في كل خير أنزلتـه و تنزله في شـهر رمضان في ليلـة القـدر و ما أنت
منزلـه في كل سنـة من رحمـة تنشرها و عافيـة تلبسها و بلية تدفعها و حسنات
تتقبلها و سـيئـات تتجـاوز عنهـا و ارزقنـي حج بيتك الحرام في عامنـا هـذا
و في كـل عـام و ارزقنـي رزقا واسـعا من فضـلك الواسـع و اصرف عني
يا سيدي الأسـواء و اقـض عنـي الديـن و الظلامـات حتى لا أتـأذى بشـيء
منـه و خـذ عنـي بأسـماع و أبصـار أعدائـي و حسـادي و الباغيـن علي و
انصرني عليهـم و أقر عينـي و فرح قلبي و اجعل لـي من همـي و كربي فرجا
و مخرجا و اجعـل مـن أرادني بسـوء من جميـع خلقك تحـت قدمـي و اكفني
شـر الشـيطان و شر السـلطان و سيئـات عملـي و طهرنـي من الذنـوب كلها
و أجرني من النار بعفـوك و أدخلنـي الجنـة برحمتك و زوجني من الحور العين
بفضلك و ألحقني بأوليائـك الصالحيـن محمد و آله الأبـرار الطيبيـن الطاهريـن
الأخيـار صلواتـك عليهـم و على أجسادهـم و أرواحهـم و رحمـة الله وبركاته
إلهـي و سـيدي و عزتـك و جلالك لئـن طالبتنـي بذنوبـي لأطالبنـك بعفـوك
و لئن طالبتنـي بلؤمـي لأطالبنـك بكرمـك و لئن أدخلتنـي النار لأخبـرن أهـل
النار بحبـي لك إلهي و سـيدي إن كنـت لا تغفـر إلا لأوليائـك و أهل طاعتـك
فإلى من يفزع المذنبـون و إن كنـت لا تكـرم إلا أهـل الوفاء بك فبمن يستغيـث
المسيئون إلهي إن أدخلتنـي النـار ففي ذلك سـرور عـدوك و إن أدخلتني الجنة
ففي ذلك سـرور نبيـك و أنا و الله أعلـم أن سـرور نبيـك أحـب إليـك مـن
سـرور عـدوك اللهـم إنـي أسـألك أن تملأ قلبـي حبا لك و خشيـة منـك و
تصديقا بكتابك و إيمانا بك و فرقا منـك و شـوقا إليـك يا ذا الجـلال و الإكـرام
حبـب إلي لقـاءك و أحبـب لقائـي و اجعـل لي في لقائـك الراحـة و الفـرج
و الكرامـة اللهـم ألحقنـي بصالـح من مضى و اجعلنـي من صالـح من بقـي
و خذ بـي سبيـل الصالحيـن و أعني علـى نفسـي بما تعيـن به الصالحين على
أنفسـهم و اختم عملي بأحسنـه و اجعل ثوابـي منـه الجنـة برحمتـك و أعنـي
علـى صالح ما أعطيتنـي و ثبتنـي يا رب و لا تردنـي في سوء إستنقذتنـي منـه
يـا رب العالميـن اللهـم إنـي أسـألك إيمانا لا أجـل له دون لقائـك أحينـي ما
أحييتني عليـه و توفني إذا توفيتني عليـه و ابعثني إذا بعثتني عليـه و أبرئ قلبـي
مـن الريـاء و الشـك و السمعـة في دينك حتى يكون عملـي خالصـا لك اللهـم
أعطنـي بصيـرة في دينـك و فهما في حكمـك و فقهـا في علمـك و كفليـن من
رحمتـك و ورعـا يحجزنـي عن معاصيـك و بيـض وجهي بنـورك و اجعـل
رغبتـي في ما عنـدك و توفني في سـبيلك و على ملة رسـولك صلى الله عليـه
و آله اللهم إني أعوذ بـك من الكسـل و الفشـل و الهـم و الجبن و البخل و الغفلة
و القسـوة و المسـكنـة و الفقـر و الفاقـة و كـل بليـة و الفواحـش ما ظهـر
منها و مـا بطـن و أعـوذ بـك مـن نفـس لا تقنـع و بطـن لا يشبـع و قلـب
لا يخشـع و دعـاء لا يسـمع و عمل لا ينفـع و أعـوذ بك يا رب علـى نفسـي
و ديني و مالي و على جميع ما رزقتنـي مـن الشيـطان الرجيـم إنـك أنت السميع
العليـم اللهـم إنـه لا يجيرنـي منـك أحـد و لا أجـد مـن دونـك مـلتحدا فلا
تجعـل نفسـي فـي شـيء من عذابـك و لا تردنـي بهلكـة و لا تردني بعـذاب
أليـم اللـهـم تـقبـل مني و أعـل ذكـري و ارفـع درجتـي و حـط وزري ولا
تذكرني بخطيئتي و اجعـل ثـواب مجلسـي و ثـواب منطقـي و ثـواب دعائـي
رضـاك و الجنـة و اعطنـي يا رب جميـع ما سـألتك و زدنـي مـن فضلك إني
إليـك راغـب يا رب العالمـين اللهـم إنـك أنزلـت في كتـابـك أن نعفـو عمن
ظلمنـا و قـد ظلمنـا أنفسـنا فـاعـف عنا فإنـك أولى بـذلك منـا و أمرتنـا أن
لا نرد سـائلا عـن أبوابنـا و قـد جئتـك سائلـا فلا تردني إلا بقضـاء حاجتـي
و أمرتنا بالإحسان إلى ما ملكـت أيماننا و نحـن أرقاؤك فأعتـق رقابنا مـن النار
يا مفـزعي عنـد كربتـي و يا غوثـي عن شدتـي إليـك فزعت و بك استغثـت
و لـذت لا ألـوذ بسـواك و لا أطلـب الفرج إلا منك فأغثني و فـرج عني يا من
يقبل اليسيـر و يعفو عن الكثيـر إقبل منـي اليسير و اعف عني الكثيـر إنك أنت
الرحيم الغفـور اللهم إنـي أسألك إيمانا تباشـر به قلبي و يقينا صـادقا حتى أعلم
أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي و رضني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الراحمين