كان سلام بن أبي الحقيق وكنيته أبو رافع من أكابر مجرمي اليهود الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين وأعانوهم بالمؤن والأموال الكثيرة، وكان يؤذي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، استأذنت الخزرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قتله، وكان قتل كعب بن الأشرف على أيدي رجال من الأوس، لأن الصحابة كانوا يتنافسون بين بعضهم البعض في الخيرات.
فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلة الأوس بقتلهم عدوا الله كعب بن الأشرف لذلك أسرعوا إلى هذاالاستئذان لقتل عدو الله سلام بن أبي الحقيق.
فأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قتله، ونهى عن قتل النساء والصبيان، فخرجت مفرزة قوامها خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، وهم عبد الله بن أنيس، ومسعود بن سنان، والحارث بن ربعي –أبو قتادة-، والأسود بن خزاعي، وقائدهم عبداللَّه بن عتيك وكان ذلك في منتصف شهر ذي الحجة السنة الخامسة للهجرة.
خرجت هذه المفرزة، واتجهت نحو خيبر، وبعد أن وصلوا مكثوا عدة أيام يدرسون الوضع ويضعون الخطة المحكمة لقتل عدو الله أبي رافع، وكانت الخطة تقوم على أن ينفذ عملية القتل كل من عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس، والمجاهدون الثلاثة الآخرون يتقلون خارج الحصن ويكمنون هناك،وتوجه المجاهدين الآخرين لحصن أبي رافع،فلما دنوا منه وقد غربت الشمس، كان هناك مجموعة من الحرس يبحثون عن حمار مفقود من حمير أبي رافع، فأوعز عبد الله بن عتيك لعبد الله بن أنيس بالسير مع رجال الحصن كأنه يبحث معهم
فأقبل أبن عتيك حتى دنى من الباب ثمتقنع بثوبه كأنه يقضى حاجته، وقد دخل الناس ومعهم أبن أنيس، فهتف به البواب يا عبد اللَّه إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب.
فدخل أبن عتيك فكمن هو وصاحبه، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علقت الأغاليق،
فقمام إلى الأقاليد فأخذها، ففتح الباب، وكان أبو رافع يسمر ، وكان في علالي له، فلماذهب عنه أهل سمره، صعد أبن عتيك وأبن أنيس، فجعلا كلما فتحا باباً أغلقاه عليهما من الداخل، حتى إنالقوم لو نذروا بهم لم يخلصوا إليهم حتى يقتلوا عدو الله أبي رافع، فانتهيا إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، يقول أبن عتيك: لا أدري أين هو من البيت. قلت أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فضربته ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئاً، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت كأني من حراسه ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلاًفي البيت ضربني بالسيف، قال: فضربته ضربة أثخنته ولم أقتله، عند ذلك تدخل أبن أنيس ووضع ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، وبعد ذلك غادرا، حتى انتهياإلى درجة ، فوضع أبن عتيك رجله، وهو يظن أنه قد انتهى إلى الأرض، فوقع على الأرض وانكسرت ساقه، فعصبها بعمامته، ثم حمله صاحبه أبن أونيس حتى وصلا إلى المجموعة المرابطة خارج خيبر.
وهنا تذكر عبدالله أبن أنيس أنه ترك قوسه في القصر، فطلب من قائده أبن عتيك أن يأذن له فيعود ليحضر قوسه، فأذن له، وفعلا عاد للقصر ودخل بين اليهود وكأنه أحدهم حتى وصل لقوسه فأخذها وعاد من فوره لأخوانه.
أراد المجاهدون أن يتأكدوا من موت عدو الله أبي رافع، فبعثوا الأسود الخزاعي لهذه المهمة الصعبة، فتوجه رضي الله عنه للقصر ودخل بين اليهود كانه احدهم وصعد للطابق الثاني من القصر، ورأى امرأة أبي رافع وهي تتقدم لتتأكد من موت زوجها، ثم قالت لمن حولها: لقد فاظ وإله موسى، لقد مات.
فلما سمع أبن خزاعي الخبر انسل من بينهم وذهب لأخوانه يزف إليهم خبر موت عدو الله أبي رافع، فكبروا وشكروا الله على هذه النعمة.
ثم بقي المجاهدون في قاعدتهم يومين، حتى يخف الطلب، ثم توجهوا للمدينة، ودخلوا المسجد النبوي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر يكلم المسلمين، فلما رآهمقال: أفلحت الوجوه! ويالها من شهادة بالفوز والفلاح من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: وأفلح وجهك يا رسول الله.
فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجل عبدالله بن عتيك قال له: ابسط رجلك، فبسط رجله فمسحها فكأنمالم يشتكيها.
وفي هذا يقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت عن مقتل أبي الحقيق
يا ابن الحُقيق وأنت يا ابن الأشرف *
للـه در عصـابة لاقيتهـم
يسرون بالبيض الخفاف إليكم *
مرحـاً كأُسـد فـي عرين مُغرّف
حتـى أتوكم في محل بيوتكم *
فسقوكـم حتفـاً ببيـضٍ ذُفَّـفِ
مستنصرين لنصـر دين نبيهم *
مستصـغرين لكـل أمـرٍ مُجحِفِ
فرغبت الخزرج في إحراز فضيلة مثل فضيلة الأوس بقتلهم عدوا الله كعب بن الأشرف لذلك أسرعوا إلى هذاالاستئذان لقتل عدو الله سلام بن أبي الحقيق.
فأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قتله، ونهى عن قتل النساء والصبيان، فخرجت مفرزة قوامها خمسة رجال، كلهم من بني سلمة من الخزرج، وهم عبد الله بن أنيس، ومسعود بن سنان، والحارث بن ربعي –أبو قتادة-، والأسود بن خزاعي، وقائدهم عبداللَّه بن عتيك وكان ذلك في منتصف شهر ذي الحجة السنة الخامسة للهجرة.
خرجت هذه المفرزة، واتجهت نحو خيبر، وبعد أن وصلوا مكثوا عدة أيام يدرسون الوضع ويضعون الخطة المحكمة لقتل عدو الله أبي رافع، وكانت الخطة تقوم على أن ينفذ عملية القتل كل من عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس، والمجاهدون الثلاثة الآخرون يتقلون خارج الحصن ويكمنون هناك،وتوجه المجاهدين الآخرين لحصن أبي رافع،فلما دنوا منه وقد غربت الشمس، كان هناك مجموعة من الحرس يبحثون عن حمار مفقود من حمير أبي رافع، فأوعز عبد الله بن عتيك لعبد الله بن أنيس بالسير مع رجال الحصن كأنه يبحث معهم
فأقبل أبن عتيك حتى دنى من الباب ثمتقنع بثوبه كأنه يقضى حاجته، وقد دخل الناس ومعهم أبن أنيس، فهتف به البواب يا عبد اللَّه إن كنت تريد أن تدخل فادخل، فإني أريد أن أغلق الباب.
فدخل أبن عتيك فكمن هو وصاحبه، فلما دخل الناس أغلق الباب، ثم علقت الأغاليق،
فقمام إلى الأقاليد فأخذها، ففتح الباب، وكان أبو رافع يسمر ، وكان في علالي له، فلماذهب عنه أهل سمره، صعد أبن عتيك وأبن أنيس، فجعلا كلما فتحا باباً أغلقاه عليهما من الداخل، حتى إنالقوم لو نذروا بهم لم يخلصوا إليهم حتى يقتلوا عدو الله أبي رافع، فانتهيا إليه، فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله، يقول أبن عتيك: لا أدري أين هو من البيت. قلت أبا رافع، قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فضربته ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئاً، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه، فقلت كأني من حراسه ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لأمك الويل، إن رجلاًفي البيت ضربني بالسيف، قال: فضربته ضربة أثخنته ولم أقتله، عند ذلك تدخل أبن أنيس ووضع ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، وبعد ذلك غادرا، حتى انتهياإلى درجة ، فوضع أبن عتيك رجله، وهو يظن أنه قد انتهى إلى الأرض، فوقع على الأرض وانكسرت ساقه، فعصبها بعمامته، ثم حمله صاحبه أبن أونيس حتى وصلا إلى المجموعة المرابطة خارج خيبر.
وهنا تذكر عبدالله أبن أنيس أنه ترك قوسه في القصر، فطلب من قائده أبن عتيك أن يأذن له فيعود ليحضر قوسه، فأذن له، وفعلا عاد للقصر ودخل بين اليهود وكأنه أحدهم حتى وصل لقوسه فأخذها وعاد من فوره لأخوانه.
أراد المجاهدون أن يتأكدوا من موت عدو الله أبي رافع، فبعثوا الأسود الخزاعي لهذه المهمة الصعبة، فتوجه رضي الله عنه للقصر ودخل بين اليهود كانه احدهم وصعد للطابق الثاني من القصر، ورأى امرأة أبي رافع وهي تتقدم لتتأكد من موت زوجها، ثم قالت لمن حولها: لقد فاظ وإله موسى، لقد مات.
فلما سمع أبن خزاعي الخبر انسل من بينهم وذهب لأخوانه يزف إليهم خبر موت عدو الله أبي رافع، فكبروا وشكروا الله على هذه النعمة.
ثم بقي المجاهدون في قاعدتهم يومين، حتى يخف الطلب، ثم توجهوا للمدينة، ودخلوا المسجد النبوي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر يكلم المسلمين، فلما رآهمقال: أفلحت الوجوه! ويالها من شهادة بالفوز والفلاح من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: وأفلح وجهك يا رسول الله.
فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجل عبدالله بن عتيك قال له: ابسط رجلك، فبسط رجله فمسحها فكأنمالم يشتكيها.
وفي هذا يقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت عن مقتل أبي الحقيق
يا ابن الحُقيق وأنت يا ابن الأشرف *
للـه در عصـابة لاقيتهـم
يسرون بالبيض الخفاف إليكم *
مرحـاً كأُسـد فـي عرين مُغرّف
حتـى أتوكم في محل بيوتكم *
فسقوكـم حتفـاً ببيـضٍ ذُفَّـفِ
مستنصرين لنصـر دين نبيهم *
مستصـغرين لكـل أمـرٍ مُجحِفِ
